منوعات
16.08.23

مهرجان فيفاك في قليبية للهواة يكسر قيود السينما الكلاسيكية

تحيّة سينمائيّة

شهدت المِهرجانات السّينمائيّة في تونس حقب مشرفة، ومُتقدّمة على مستوى القارّة الإفريقيّة الشّابّة والعالم من حيث عدد المِهرجانات الّتي تستضيفُها البلاد، والإقبال المتزايد على المهرجانات، وخصوصيّة كلّ مِهرجان عن المِهرجان الآخر. وبحسب شبابيك التّذاكر الّتي امتلأت بروّاد وعُشّاق السّينما من كُلّ بقاعِ العالم، وجودة الأفلام المعروضة هي الأخرى تُعتبر ممتازة إلى جيّدة؛ كما أشار المهتمّين بالسّينما في عدّة تصريحاتٍ صحفيّة "أنّ المهرجانات الصّيْفيّة الّتي تقام في تونس لها روّاد من كلّ أنحاء العالم حيث ما يميّز هذه الأفلام، أنّها تمثُّلنا بكلّ جوارحنا وتعالج قضايانا بِشتّى أشكالها وأحجامها بطريقة تجعلنا نعيش دور الشّخصيّات، ومُتعطّشين لجرعات من الإثارة والإبداع اللّامحدود على الشّاشة الضّخمة الّتي اجتمعنا على حبّها".

المخرجون التّونسيّون وأفلامهم والمهرجانات السّينمائيّة والمسارحِ الّتي تنظّم وتنجح بالرّغم من كلّ الظُّروف والصُّعوبات، والّتي عادة ما تكون مكلفة لتنفيذ التّظاهرات على مستوى أعلى بتوحيد الجهود. والسّينما عامّةٌ تحتضن شباب العُلا الهواة والمحترفين، والأجيال الخالدة في الذّاكرة الّتي هي ركيزة البدايات والأقدميّة والرّيادة في السّينما؛ ونتيجة لما نحن عليه اليوم من الازدهار السّينمائيّ والمسرحي.

 على الشّاشة الضّخمة خلال المهرجانات دائمًا هناك ما يستحقّ المشاهدة من الأفلام التي تناقش العديد من القضايا المهمّة والمثيرة، ولعلّ أكثر هذه المهرجانات رمزيّة للهواة ومتابعي السّينما مهرجان فيفاك في قليبيّة الّذي يبهّرنا في كلّ عام، وبطبيعة الحال أقترح عليكم الذّهاب إليه، والّذي يفتتح أنشطته للدّورة [السّادسة والثّلاثون٬ يوم 19/ أوت/ 2023] في حفل رسمي بمسرحِ الهواء الطّلق الزّين الصّافي بلديّة قليبيّة.

جائزة الصقر الذهبي لفيلم "دموع السّان" أمام النّصب التذكاري للضّحايا الجزائريين الّذين قتلوا في باريس خلال مظاهرة سلمية في 1961 للمخرج لنيكولا مايور أحد مخرجي الفيلم للدّورة الماضية للمهرجان الدّولي لفيلم الهواة بقليبية
1 / 3

لماذا فيفاك؟  

يؤكّد فيفاك أنّه انتهج من الإبداعِ نهجًا ممزوج بروحِ الحياة الواقعيّة ومصاعبها، وتفاصيل تأسر الوجدان. خلال الصّيف وفي ثمانية أيّام يترجّل بنا [300 مخرج شابٍّ] مِن تونس والعالم في رحلة سينمائيّة من صناعة الهواة، الّذين أثبتوا خلال [35 دورة] سابقة لفيفاك أنّ السّينما من صناعة المبدعين أصحاب الإيثار، بعيدًا عن النّمطيّة المملّة بجانب تمكين الشّباب من خوض تجرِبة عرض الفيلم ومناقشته، والتّبادل الثّقافيّ ومشاركة الخبرات، والتّشبيك مع مختلف الجِنسيّات المشاركة في المهرجان.

 «حيث أنّ المهرجان مخصص فقط لهواة السّينما، وطلبة المعاهد المختصّة في المجال السّينمائيّ، والمستقلّين أصحاب القضايا الّتي هي محور السّينما القريبة من مشاهد الشّاشة الضّخمة».

 «فيفاك» يختلف عن أيّ مهرجان سينمائيّ دوليّ -إن سنحت لك الفرصة لحضور مهرجانٍ دولي- يمكنك حضور فيفاك في قليبيّة الخلابة وحتمًا ستغير كلّ قناعاتك بشأن المخرجين الهواة، الّذين اجتهدوا في سبيل إنشاء فيلم محكم الحبكة ومتقن التّفاصيل، يناقش القضايا الّتي هي محور في الحياة، من خلال الأفلام الرّوائيّة، والوثائقية، والأفلام التّجريبيّة، لكي تعيش التّجربة السّينمائيّة كاملةٌ ومن شتّى بقاع العالم.

فيفاك ليس مهرجان لفئة عمريّة معيّنة فهناك ورشات عمل وأفلام للأطفال، ومسابقة وطنيّة ودوليّة لهواة السّينما والمدارس والمستقلّين، وجوائز مرموقة للفائزين، وعروض خاصّة ضمن البرنامج العام للمهرجان. ويتضمّن المهرجان جانبًا من الورشات التّكوينيّة في المجال السّينمائيّ على أيدي مختصّين من تونس والعالم، ولا يخلو البرنامج العام من حلقات النّقاش الشّيّقة بعد وقبل الفيلم، ومسابقة للصّورة الفوتوغرافيّة والسّيناريو.

فيفاك مهد أغلبية صانعي الأفلام    

 روحِ التّعاون بين أعضاء المهرجان وبلديّة قليبيّة الّتي فيها يقام المهرجان ومركز للمهرجان ترحّب بكلّ عشّاق السّينما، موفّرةً لهم كلّ الخدمات العامّة والظُّروف برفقة المتطوّعين والمنظّمين ليحظى الجميع بتجربة سينمائيّة رائدة. «فيفاك» ومنذ نشأته وإلى الدّورة السّابقة شهد إضافة عددًا من الجوائز والمسابقات المُستحدثة، وأكّد هذا رئيس البلديّة «جمال الحجَّام»، أنّه تقرّر إحداث جائزة باسم بلديّة قليبيّة في إطار الأفلام المشاركة في المسابقة الوطنيّة للمهرجان الدّوليّ لفيلم الهواة بقليبيّة في الدّورة الماضية.

المهرجان السّينمائيّ فيفاك من أقدم التّظاهرات في تونس، تنظّمه الجامعة التّونسيّة للسّينمائيّين الهواة بدعم من وزارة الشّؤون الثّقافيّة وبالتّعاون مع المركز الوطنيّ للسّينما والصّورة وبلديّة قليبيّة. 

[عام 1962] تأسّست «جمعيّةُ صانعي الأفلام التّونسيّين الشّباب» لتدريب الشّباب الصّاعد في مجال «الإخراجِ السّينمائيّ وصناعة الأفلام» ليتطوّر الحال ويصبح اتحاد قوي وقائم لليوم، يحتوي على أكثر من [250 عضوًا] يعملون في [18 نادي سينمائي] موزّعين على كامل الجمهورية؛ ولديهم أنشطة مختلفة وحاضنة لكلّ الشّباب الهواة ومن هناك بدأ «فيفاك» ليكون اليوم من أكثر المهرجانات الدّوليّة للهواة صيتًا وسمعة، وموقعه في قليبيّة الّذي يعطيه خصوصيّة ويجعله من معالم بلديّة قليبيّة الخلابة وله رواده.

مقالات ذات صلة