منوعات
15.09.22

مصورون تونسيون يستحقون متابعتك

بقلمآلاء

 

عاشت تونس انفجارًا في المواهب والإلهام منذ ثورة الياسمين الذي فتح العديد من الأبواب المغلقة وسلط الضوء على بلد لم تكن له مكانة مهمة في سوق الفن العالمي. لقد حدث الكثير في هذه السنوات القليلة الماضية، ولكن في الأثناء، وبشكل متكتم، ولد جيل جديد من المواهب الشابة مؤخرًا. جيل مختلف كثيرًا جدًا عن كل من جاءوا قبله، من منهجهم وفلسفتهم بالعمل إلى مواقفهم تجاه السوق الفعلي.

نشهد أيضًا اتجاهًا فنيًا جديدًا، يبدو أكثر حرية وانفصالًا وتفردًا، والأهم من ذلك، يتحدث عن وقتهم الحالي، قضاياهم والمسائل الخاصة بهذا الجيل.

لا يمكننا استعراضها كلها مرةً واحدة للأسف، لكن هذه محاولة بسيطة لذكر جزء بسيط من عالم مليئ بالمواهب الملهمة حقًا:

  • بشير الطياشي:

يستخدم بشير عمله لاستكشاف السلوك البشري وجوانبه الخفية باستمرار، مما يدفعه إلى التعمق فيه. فبالنسبة له، أن تكون مبدعًا عربيًا هي رحلة استكشاف لا تتوقف. ومن الجدير بالذكر أن بشير لا يؤمن بتسمية العمل، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتصوير. على الرغم من أن عمله يركز في الغالب على الموضة، إلا أنه يعتقد أن الإنسان هو العنصر الرئيسي الذي يجد نفسه يركز عليه. وقد فاجأ بشير الجميع عندما وقع عليه الاختيار لتصوير صورة غلاف مجلة فوغ ايطاليا لطبعة خريف/شتاء 2021.

  •  مايا الوحيشي:

مصورة ومخرجة فرنسية تونسية تعيش في باريس. بعد دورة سمعية بصرية والعديد من الخبرات في السينما، قررت مايا التحرك نحو التصوير الفوتوغرافي. سلكت طريق تمثيل الحداد والفراغ والغياب اليومي. أدركت أنها تخشى فقدان جزء من هويتها، فهي قادمة من أم فرنسية وأب تونسي غادرهم في مقتبل العمر. تسأل نفسها أسئلة حول ذكرياتها وحاضرها ومستقبلها. لذلك فهي تتشبث بصور الماضي، هذه الصور التي لم تعد موجودة، والتي لم تكن حتى ملكها، حيث أنها صنعت قبل ولادتها. لكنها اختارت أن تلائمهم من خلال مزجها بذكريات الطفولة والمراهقة في تونس.

  •  زياد بن رمضان:

كانت بداية رحلة زياد مع التصوير بالمجال التجاري، ولكنه سرعان ما وجد شغفه تدريجيًا في عالم الأفلام الوثائقية والتصوير الصحفي. وقد عرضت أعماله في جميع أنحاء العالم، من بومباي وباريس إلى نيويورك وبالطبع تونس.

يوثق كتابه الأول West of Life -الذي نُشر عام 2018- الحزن والخشونة في الحياة اليومية في قفصة (منطقة مهمشة تشتهر بالنشاط التعديني في مناجم الفوسفات في جنوب غرب تونس). كما شغل منصب مدير التصوير الفوتوغرافي لفيلم Fallega الوثائقي لعام 2011 ، الذي وثق بداية الربيع العربي في تونس.

  • اسكندر خليف:

يتمتع اسكندر خليف (مهندس ومصور تونسي-ألماني) بأسلوب تصوير فريد ومؤثر يطغى على عمله في كل من التصوير الصحفي والتصوير الفوتوغرافي للشوارع. تعتمد مكوّنات صوره بشكل ملحوظ على تداخل الضوء بشكل جميل.

لا تزال هناك قائمة طويلة من المواهب الجديدة التي تمكنت من الاختراق والتميز عن الجيل القديم. جيل جديد متمرد وذكي عرف كيف يفصل المادة عن الخلق ولكنه أيضًا ربط الحاضر بالخيال. يظل مع هذا الجيل الشاب أمل في التغيير والترفع بالبلاد.

مقالات ذات صلة