ثقافة
28.04.23

حلّق...بأجنحة الكتاب

شهد البارحة انطلاق معرض تونس الدولي للكتاب تحت شعار: "حلق بأجنحة الكتاب". ما هي الكتب والكتّاب الممنوعين من "التحليق" في المعرض؟

يدعونا معرض تونس الدولي للكتاب في دورته السابعة والثلاثين إلى أن "نحلّق...بأجنحة الكتاب" ويورّطنا تلك الورطة الجميلة مع  كلّ ما يحمله هذا التحليق من دلالات للـ"الانعتاق" والانطلاق نحو سماءات لا حدود لها في الخيارات الفكرية والإبداعية. ويؤسّس لثورة وقطيعة مع حالة الجمود والتكلّس.  

إنّه تحريض "ناعم" من خلال شعار الدورة: "حلّق...بأجنحة الكتاب"، على فكّ سلاسل الانغلاق الفكري، وربّما ننجح بذلك في تمثّلات جديدة للواقع.

 سيحلّق، إذن، الكتاب والقراء في فضاءات حرّة: تبادل، تحاور، موافقة ومجادلة، هدم وبناء. فضاءات تصل بينها حرية التفكير والتعبير.

 لعلّ كل هذه الدلالات التي يحملها المعرض في شعاره تفرض عليه مقاييس لتقييمه في نهايته، فأي برمجة أعدّتها إدارة المعرض تحت إشراف الدكتورة والأستاذة الجامعية زهية جويرو؟ وما هي الكتب الممنوعة على المعرض في دورته السابعة والثلاثين؟

الكتاب زمن الرّقمنة:

الكتاب زمن الرقمنة من أحد الزوايا المهمة التي ترتكز عليها برمجة معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الحالية وهو من المحاور الجديدة أيضًا التي سيتمّ تناولها ضمن مجموعة من المحاضرات والجلسات الحوارية، نذكر منها: محاضرة حول صناعة المحتوى الثقافي، ودعم تحول المجتمع، واقتصاد المعرفة، ومحاضرة حول قراءات في القصة والإعلام اليوم واستشراف مستقبله بمشاركة مهمة لأبرز دكاترة معهد الصحافة وعلوم الأخبار: الدكتور الصادق الحمامي والدكتورة حميدة البور ومشاركة يحي الأمير.

بالإضافة إلى ندوة حول "المنعرج الرقمي من منظور الدراسات الثقافية". وبجانب منزلة الكتاب في عصر الرقمنة، ينفتح المعرض على زوايا ومساءلات فكرية هامة في تأصيل لبعض المفاهيم المستحدثة حول الرواية والقصة في جانب آخر من الندوات والقراءات الشعرية والقصصية. كما يخصص برمجة للولايات بإرثها الثقافي والفكري، وينفتح المعرض على تجارب عربية مهمة بين السعودية وعمان وفلسطين  وغيرها من الدول العربية.

معرض تونس الدولي للكتاب || موعد ثقافي تحمل نسخته 37... اسم الفقيد البشير بن سلامة

العراق ضيف الشرف:

ضيف الشرف للدورة الحالية: العراق. ويحضر هذا البلد بإرثه الحضاري الفني والثقافي في برمجة خاصة به من أبرز فقراتها: أمسية شعرية عراقية  يشارك فيها كل من عبد الله البرنزجي، علي محمود خضير، عماد جبار، ياس السعيدي، مهند الخيكاني، سمرقند الجابري، علياء المالكي، ولقاء مع المفكر العراقي عبد الجبار الرفاعي، وتدير الحوار كلًا من الدكتورة زهية جويرو وطارق أمين.

بالإضافة إلى محاضرة حول مئوية ميلاد نازك الملائكة يديرها فتحي النصري، ومحاضرة حول التراث والآثار في العراق، بإشراف هيئة التراث والآثار العراقية والسرد العراقي المعاصر، وأمسية شعرية يحضرها عمار المسعودي ومهدي النهيري وآمنة محمود.

ودراسة حول تجربة الحقائب الأكاديمية والدرس الجامعي، والحياة الأكاديمية بالعراق، والشعر العراقي الحديث وتطوره، ولقاء مع أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب في العراق. وسيكون المسرح العراقي حاضرًا من خلال جلسة حوارية حول تطوره. كما ستكون الصحافة في العراق بعد 2003 موضوع أحد المنابر في المعرض.

القائمة القصيرة لجوائز معرض تونس الدولي للكتاب

لا تغيب الجوائز عن معرض تونس الدولي للكتاب الذي تهدى دورته الحالية لروح أحد وزراء الثقافة السابقين والفاعلين في القطاع الثقافي، وصاحب الفكر الاستراتيجي المصلح بشير سلامة. وتم الإعلان عن القائمة القصيرة والأسماء المرشحة لجوائز الإبداع الأدبي والفكري.

وتتفرع هذه الجوائز إلى جوائز البشير خريف للإبداع الأدبي في الرواية ويتنافس عليها: “وجوه أورثيلو السبعة” لعفاف الشتيوي، وje jalouse la brise du sud sur ton visage  لمريم سلامي، وكذلك رواية “زول الله” لنزار شقرون.

وجائزة علي الدّوعاجي للإبداع الأدبيّ في الأقصوصة والتي ستؤول إما لـ“مسيح القمر الأزرق” لأشرف القرقني، أو”النذر” لحسن المرزوقي، أو“حبارة” لنادية الذوادي.

ويتنافس على جائزة فاطمة الحداد في الكتابات الفلسفية كل من: “في استشكال اليوم الفلسفي تأملات في الفلسفة الثانية” للكاتب محمد أبو هاشم محجوب، و”ابن الهيثم وفكرة الحداثة” للكاتب جلال الدريدي.

أما جائزة الطَّاهر الحدّاد في الدّراسات الإنسانيّة والأدبيّة فيتنافس عليها كل من: “مداد الذات: بحث في أدب الأخبار عند الصولي” لمحمد القاضي، و”زمن الألوان توارخ وتأريخ” لعبد الواحد المكني، بالإضافة إلى كتاب Jemna l’oasis de la révolution لمحمد كرو.

وجائزة مصطفى خريّف للشّعر التي تنافس عليها الأعمال التالية: “جرح الكمنجات” لسنية مدوري، و”القرية” لخالد الماجري، و”هذا الذي أملى” للعرادي نصري.

وفي خصوص جائزة الصّادق مازيغ في التّرجمة من العربيّة أو إليها، فالمنافسة بين: “تاريخ الجنسانية اعترافات اللحم” لميشال فوكو وترجمة عبد العزيز العيادي، و”مقالات” لميشال دي مونتاي وترجمة جلال الدين سعيد، إلى جانب كتاب “أين نحن من هذا كله” لإيمانويل تود وترجمة فتحي ليسير.

الكتب الممنوعة من "التحليق" في فضاءات المعرض؟

أعلنت السيدة زهية جويرو خلال الندوة الصحفية المنعقدة مؤخرًا لإعلان برمجة الدورة 37 لمعرض تونس الدولي للكتاب، وفي إجابة عن سؤال لأحدد الصحفيين أن هناك نوعية من الكتب التي لا يمكن أن تكون ضمن المعرض لعدة اعتبارات أوجزتها في التصريح التالي: "لم نكن نفعل ذلك لا بمنطق رقابة ولا بمنطق سنسرة ولا بأي شي، نحن أحرص ما يكون على حرية التفكير وحرية التعبير وحرية النشر، ولكننا لا نقبل في معرضنا وفي تونسنا كتابات تروّج للتطرف وتروّج للإرهاب وتروّج لثقافة التخلف والشعوذة فقط."

إنّ المطّلع على البرمجة يتوق إلى موعد انطلاق المعرض في الثامن والعشرين من شهر افريل إلى حدود السابع من شهر ماي 2023. فهل سيكون تنفيذ البرمجة بقيمة الانتظارات التي نعلّقها على الدورة الحالية؟ نأمل ذلك.

 

مقالات ذات صلة