"ليس هناك طغيان أفظع من الــطـغـيـان الذي يمارس في ظل القوانين وتحت ألوان العدالة" كانت هذه كلمات المفكر الفرنسي مونتسكيو الذي أسّس نظرية "فصل السلطات" سنة 1748 في كتابه "روح القوانين"، وتطورت هذه النظرية لتصبح مبدأ أساسيًا في الديمقراطية العصرية وأحد أهم أعمدة الأنظمة الديمقراطية في عالمنا اليوم. ويعتبر العديد من التونسيين أن التكريس الفعلي لهذا المبدأ للمرة الأولى في تاريخ تونس ما بعد الاستقلال كان أحد أهمّ مكاسب ثورة 14 جانفي 2022، ولكن بين تجميد وحلّ البرلمان والإقالة الأخيرة لـ 57 قاضي في يوم واحد، يبدو أنّ هذا المكسب في طور الاندثار.